اخر خبرثقافة وفنون

رمضان شهر الانتصارات الكبرى .. 12 ملحمة فاصلة في التاريخ الاسلامي

فالشباب المسلم يفتخر بأعظم المعارك الحاسمة والفاصلة التي وقعت في هذا الشهر، واتسمت بأنها كانت رمزاً للعزة والكرامة، فالأمر يحتاج إلى التدقيق والإمعان في هذه المعارك لأنه معارك فاصلة لولاها لأنتهت هذه الأمة ، والإعجاز فيها أنه وقعت في شهر الصيام، وهي عبارة عن ترمومتر لقياس قوة الصبر والتحمل في شهر القرآن فحققت الأمة انتصارات رائعة مازالت مرتبطة في أذهان المسلمين ولا تكون في طي النسيان بداية من معركة بدر مروراً بمعارك عديدة وأشهرها فتح مكة والقادسية وفتح مصر والأندلس وحطين وعين جالوت وقم تم العبور في شهر رمضان.

ومن يتصفح كتب التاريخ أو يقلب أوراقه يجد نفسه أمام صفحات مشرقة من التاريخ في هذا الشهر من الأحداث والبطولات التي نعلمها والتي لا نعلمها التي تتسم بأحداث عظيمة على قدر فضل شهر رمضان لعل من أبرزها:

غزوة بدر الكبرى

وقعت في شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، خرج المسلمون بقيادة النبي صلى الله عليه وسلم ليعترضوا قافلة لقريش آتية من بلاد الشام يقودها أبو سفيان بن حرب، ولكن أبا سفيان علم بذلك فغير الطريق إلى الساحل، وهذا استفز أهل مكة فخرجوا لمحاربة المسلمين، والتقى الجمعان في بدر في السابع عشر من رمضان ونصر الله ـ عز وجل ـ رسوله والمؤمنين، رغم قلة عددهم وعدتهم ، فكان عددهم حوالي ثلاثمائة وسبعة عشر، وكان المشركون أكثر من تسعمائة وخمسين ورغم أن المسلمين كانوا صائمين حققوا نصراً بفضل هذا الشهر الكريم، وارتفعت معنويات المسلمين وعلت مكانتهم بين مختلف القبائل البدوية، وخسرت قريش جزءاً من مكانتها وأخذت تعد للثأر والانتقام، وكانت غزوة الفرقان لأن في هذه الغزوة فرق بين الحق والباطل وأعز هذه الأمة في هذه المعركة في هذا الشهر الكريم، رغم قلة عددهم فأصبح المسلمون بعد غزوة بدر قوة خارقة يهابها الأعداء ولا يتجرءون عليها .

فتح مكة 

ومن الفتوحات العظمى التي تمت في شهر رمضان فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة، وتحقق أكبر فتح للمسلمين فبعد أن نقضت قريش الصلح الذي عقدته مع المسلمين في الحديبية وساعدت قبيلة بكر في حربها ضد خزاعة، وأحست قريش بخيانتها ذهب أبو سفيان إلى المدينة ليقوم بتجديد الصلح مع الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويزيد في مدته ولكنه فشل في ذلك وعاد إلى مكة خائباً، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد عزم على فتح مكة فأخذ يعد العدة في سرية وخفاء، وفي العاشر من رمضان في السنة الثامنة من الهجرة تحرك عشرة آلاف صحابي تحت قيادة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لفتح مكة وخرجوا من المدينة وهم صائمون، وفي الطريق إلى مكة قابل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ العباس مهاجراً مع أهله إلى المدينة، فصحب العباس الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سيره إلى مكة، بينما صار أهله في طريقهم إلى المدينة، وتحرك الجيش بقيادة النبي إلى مكة وأكرمهم الله عز وجل بالعزة والنصر وقسم الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الجند إلى عدة أقسام، فسار الزبير بن العوام بجزء من الجيش، وانطلق سعد بن عبادة بقسم آخر،  وأخذ علي الراية، ودخل خالد بن الوليد من جانب آخر، وصار الجراح بين يدي الرسول حتى نزل على مكة، ولم يلق المسلمون مقاومة عند دخولهم مكة سوى بعض المناوشات بين خالد بن الوليد وبعض رجال قريش.

وبعد أن هدأت أوضاع الناس دخل النبي المسجد الحرام وطاف بالبيت، وفي يده قوس وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنماً فأخذ يطعنهم بالقوس، وأخذ الرسول مفتاح الكعبة من عثمان بن طلحة وفتحها ثم دخلها وحطم الأصنام وصلى داخلها، وخرج فوجد المسجد قد امتلأ بأهل مكة ينتظرون مصيرهم فخطب فيهم:”يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا :خيرا أخٌ كريم وابن أخٍ كريم”، قال:”فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم.. اذهبوا فأنتم الطلقاء”، ثم أعطى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفتاح الكعبة لعثمان بن طلحة، وتم فتح مكة وكان لهذا الفتح أثر كبير في تاريخ البشرية، فقد قضى على عبادة الأوثان والأصنام في مكة تماماً، وتسابقت الشعوب والقبائل إلى الدخول في الإسلام، ووضع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأسس الخالدة التي قامت عليها الفتوحات الإسلامية مثل : العفو والصفح عند المقدرة .

معركة البويب

ومما لا شك فيه أن من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ الأمة معركة البويب التي حدثت في سنة 13 من الهجرة، عندما سمع أمراء بلاد فارس بكثرة جيوش المثنى بن حارثة بعثوا إليه بجيشٍ مع أحد قادة بلاد فارس، ويسمى مهران والتقيا في مكان قريب من الكوفة اليوم، وبينهما الفرات ويسمى البويب، وأرسل قائد الجيش الفارسي رسالة إلى المثنى بن حارثة وتنص هذه الرسالة :”إما أن تعبروا إلينا وإما أن نعبر إليكم”، فقال المثنى بن حارثة “اعبروا”، فعبرا قائد الجيش الفارسي مهران فنزل على شط الفرات، فكان ذلك في شهر رمضان سنة 13 هجرية.

عزم المثنى المسلمين على الإفطار في نهار رمضان حتى يكونوا قادرين على مواجهة العدو، فنظروا عن آخرهم وخرج يطوف في الجيوش، ويحثهم علي الصبر والجهاد وقال المثنى لهم :”أن نكبر ثلاث تكبيرات فتهيؤا فإذا كبرت الرابعة حملوا السلاح”، فلما كبر أول تكبيرة عاجلتهم الفرس فحملوا على القتال الشديد.  ورأى المثنى خللاً في بعض الصفوف فبعث رجلاً يقول:”الأمير يقرئكم السلام ويقول لكم لا تفضحوا المسلمين اليوم، فاعتدلوا ومن الله عليهم بالنصر” فلما طالت مدة الحرب جمع المثنى جماعته من أصحابه الأبطال ليحموا ظهره ، وبعد حيل عديدة من الله على المسلمين بالنصر وغنموا مالاً كثيراً وبعثوا به إلى عمر ولقد قتل في هذه المعركة عدد كبير، وأذلت هذه المعركة رقاب فارس، وتمكن الصحابة من مواصلة الفتوحات فغنموا مغانم عظيمة لا حصر لها .

فتح بلاد النوبة

كان ذلك سنة 31 هجرية على يد عبد الله بن سعد بن أبي السرح لنشر الإسلام في تلك البقاع وتأمين حدود مصر الجنوبية، وقوبلت هذه الحملة بمقاومة عنيفة، ولم تستطع التوغل جنوباً، وبعد قتال عنيف استمر لعدة أشهر من الله على المسلمين بفتح تلك البلاد، وعقد معاهدة حسن الجوار عرفت باسم معاهدة البقط، وظلت هذه المعاهدة أساس التعامل لمدة ستة قرون حتى انتشرت القبائل العربية المسلمة في بلاد النوبة وتصاهرت مع سكانها .

كان هذا الفتح نقطة محورية تمت في شهر رمضان شهر العزة والنصر.

فتح الأندلس

ولم يتوقف المسلمون عن الفتوحات والغزوات عند هذا الفتح بل امتدت غرباً إلى فتح بلاد الأندلس، التي تم فتحها سنة 92 هجرية، واستمر فيها الإسلام ثمانية قرون ، وحمل معه الخير إلى شتى بلاد أوروبا التي كانت تعيش في عصور التخلف والجهل، فكانت بلاد الأندلس معبراً من معابر الحضارة الإسلامية إلى الغرب الأوروب ، ياله من تاريخ عظيم للمسلمين مفقود لا يعلم عنه أبناء الإسلام سوى القشور السطحية، مازالت حتى الآن هناك مدن من أسبانيا والبرتغال بلاد الأندلس تحمل الأسماء الإسلامية إلي اليوم .

معركة بلاط الشهداء

هناك معارك حاسمة كانت في التاريخ وقعت في شهر رمضان مثل بلاط الشهداء سنة 114 هجرية،عبر المسلمون جبال البرانس الفاصلة بين أسبانيا وفرنسا، وأول من فكر في هذا الأمر القائد العربي موسى بن نصير الذي أراد دخول فرنسا وبقية بلاد أوروبا حتى يصل إلى القسطنطينية التي استعصت في فتحها علي أيدي كبار القادة المسلمين، وظل هذا الحلم يراود العديد من القادة المسلمين، وحاول العديد منهم الوصول إليها، ولكن واجه العديد من الصعوبات ولم يستطيعوا فتحها، واهتزت أوروبا عندما سقط نصف فرنسا الجنوبي على يد عبد الرحمن الغافقي خلال بضعة أشهر.

تفتحت أعين الفرنجة على الخطر الداهم، ولكن تكون تحالف من دول أوروبا بقيادة شارل مارتل ضد الجيش الإسلامي بقيادة عبد الرحمن الغافقى ودارت معركة بين الفريقين، وكانت إحدى المعارك الفاصلة ليس في تاريخ الإسلام فحسب إنما في تاريخ البشرية كلها ، وكان الجيش الإسلامي قد حقق نصراً باهراً في بداية المعركة، وبعد ذلك نظر المسلمون إلى الغنائم وجمعها من أرض المعركة ولكن عبد الرحمن الغافقي نظر إلى هذه الثروات الهائلة نظرة قلق وأوجس في قلبه خيفة على المسلمين، ووقف الجيشان عدة أيام كل منهما أمام الآخر في حالة من السكوت والصمت وكأن كلا ً منهما يخشى الآخر، ثم أنقض عبد الرحمن الغافقي بفرسه على صفوف الفرنجة انقضاض الأسود وصمد لهم الفرنجة.

ظلت المعركة دائرة لمدة سبعة أيام وفي اليوم الثامن حدث اختلال في جيش المسلمين بسبب الغنائم وأصيب عبد الرحمن الغافقي بسهمٍ فسقط شهيداً، وقتل من المسلمين في هذه المعركة عدد كبير، وضاعت آمال المسلمين في نشر الإسلام في أوروبا في وقت مبكر، ولكن أسباب الهزيمة ترجع إلى عدم إدراك المسلمين الطبيعة الجغرافية وسيطرت علي قلوبهم حب الغنائم في أرض المعركة وكانت هذه المأساة مثل مأساة يوم أحد سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا .

فتح عمورية

ولا يستطيع أحد أن ينكر فضل هذا الشهر العظيم على خير أمه من الأمم ، لقد من الله على المسلمين بانتصارات كانت نقطة فاصلة في جسد الشعوب الإسلامية، وعلى الرغم من توافر وسائل التواصل والتقنيات الحديثة نجد العديد من المسلمين لا يعلمون شيئاً عن هذه الفتوحات والغزوات، فكان منها فتح عمورية سنة 223 هجرية ، حيث طمع “تيوفيل بن ميخائيل” ملك الروم في بلاد المسلمين، خاصة عندما علم أن جنود المسلمين جميعهم في أذربيجان يواصلون فتوحاتهم فاستغل هذه الفرصة وخرج على رأس جيش يقدر عدده حوإلى مائة ألف جندي من الروم لقتال المسلمين فقتل الأطفال والشيوخ وضرب البلاد وأسرالرجال والنساءَ سباهن وانتهك أعراضهن ومثل بكل من وقع في يده من المسلمين.

كان من ضمن النساء امرأة أسرها هو وجنده فصرخت هذه المرأة وقالت “وامعتصماه” فوصل هذا الخبر إلى الخليفة العباسي الثامن المعتصم فأخذته الحمية والغضب وقال “لبيك” وأعد العدة وجمع جنوده وخرج على رأس الجيش لنجدة المسلمين وعسكر بهم في غرب نهر الفرات، فوجد الروم قد رحلوا إلى بلادهم فسأل المعتصم عن أقوى حصونهم فعلم أنه عمورية، فصمم المعتصم على فتح هذه المدينة، رغم أن العديد من المتجمعين حذروه من فتح هذه المدينة في ذلك الوقت قالوا “رأينا في الكتب أن عمورية لا تفتح في هذا الوقت إنما تفتح في وقت نضج التين والعنب”، ولكن المعتصم لم يستجب إلى هذه الخرافات وأمر أحد قادته وهو “الأفشين” أن يدخل بلاد الروم، واستطاع أن يحاصر مدينة عمورية وحاربهم بكل قوة وشجاعة، وهكذا تم فتح أصعب حصون الروم وكان له أثر في نفوس المسلمين وارتفعت معنوياتهم وسهلت الطريق إلى استمرار الفتوح في شرق أوروبا، وأظهرت قوة المسلمين وأعجب سكان عمورية بأخلاق المسلمين وكان المسلمون يفتحون البلاد في المشرق والمغرب بحسن الخلق

معركة ملاذكرد

ومن المعارك المؤثرة في تاريخ الأمة الإسلامية معركة ملاذكرد التي حدثت 463 هجرية، ودارت بين جيش السلاجقة المسلمين بقيادة ألب أرسلان والروم بقيادة الإمبراطور مانوس الرابع، وهُزم الروم هزيمة شنعاء ولا تقل هذه المعركة في الأهمية عن معارك أخرى مثل بدر واليرموك والقادسية وزلاقة؛ لأنها غيرت وجه التاريخ وقضت على أسطورة الدولة الرومانية التي كانت تسيطر على آسيا الصغرى، كما أنها مهدت للحروب الصليبية بعد زيادة قوة المسلمين وعجز دولة الروم عند الوقوف أمام دولة السلاجقة فأعادت الدول الغربية ترتيب أوراقها للوقوف في وجه القوة الإسلامية التي ظهرت في المشرق الإسلامي .

واستطاع ألب أرسلان يلقنهم درساً لن ينسوه إلى اليوم، وكان هذا الدرس في شهر رمضان الذي يعد مفخرة خالدة للأمة الإسلامية أمام كل الأمم ، فكان عدد المسلمين في هذه المعركة لا يتجاوز الثلاثين ألفاً، بينما الروم أكثر من مائتي ألف، ويسيطر عليهم الكبر والغرور، فأمر السلطان ألب أرسلان جنوده يرتدون الأكفان من أجل الشهادة في سبيل الله ، فأطلق علىه جيش المكفنين فأشار عليه الفقيه أبو نصر محمد بن عبد الله البخاري أن يكون وقت المعركة يوم الجمعة بعد الزوال، بعد أن يدعو الخطباء المجاهدين فلما كان ذلك الوقت لتقى الفريقان ونزل السلطان السلجوقي المسلم عن فرسه وسجد لله، ومرمغ وجهه في التراب داعياً أن ينزل النصر على المسلمين فأيدهم الله بنصر من عنده حتى تم أسر الإمبراطور الروماني مانوس الرابع لأن الله يؤيد المسلمين دائماً بالنصر بسبب قوة العقيدة والشريعة وتقريب العلماء إلى السلاطين .

معركة الزلاقة

من المعارك الحاسمة في شهر رمضان معركة الزلاقة ، حدثت 479 هجرية في بلاد الأندلس وأنقذت هذه البلاد من السقوط تحت يدي التحالف الأوروبي الصليبي، لأن القائد المسلم يوسف بن تاشفين كان يمتلك عقلية عسكرية أدت إلى خضوع بلاد أوروبا للحكم الإسلامي، وكان لهذه المعركة تأثير كبيرفي تاريخ الأندلس القديمة ، وعاد توحيدها بعد أن كانت ممزقة في الفتوحات الإسلامية كانت محوراً من محاور العزة والنصر الذي سمت بها وعلت بها الأمة الإسلامية، وكان أصلها ثابتاً وفروعها في السماء مثلما فعل القائد الرباني يوسف بن تاشفين عندما وجد الوضع في الأندلس متأزماً فعمل على وحدته وحاول تجميع ملوك الطوائف المستقلة، وكانت أعدادها 22 مملكة، فعمل على وحدتها ومواجهة المد الصليبي وقدر الله له النصر العظيم في الزلاقة، وكانت هذه المعركة فارقة في التاريخ الإسلامي وصبر المجاهدون واستعانوا بالله وعاشت الأندلس بعد ذلك ثلاثة قرون في عز تحت الحكم الإسلامي .

معركة حطين

ولا يختلف أي إنسان مسلم أن شهر القرآن كان معياراً للانتصارات العظيمة التي كانت نقطة مضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية ومن تلك المعارك معركة حطين التي حدثت في عام 583 هجرية ، ولقن القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي التحالف الصليبي درساً قاسياً ومن نتائج تلك المعركة توحيد الشعوب الإسلامية بعد أن كانت ممزقة ونشر ثقافة العدل والتسامح واستعادة بيت المقدس، وما زالت معركة حطين في أذهان العقلاء من الأمة الإسلامية.

عين جالوت

وشهد شهر رمضان معارك مؤثرة في تاريخ البشرية واستعادت الأمة مكانتها وريادتها وأوضاعها السياسية والحضرية وخاصةً مصر ألا وهي معركة عين جالوت 858 هجرية لصد تلك القوات الغاشمة الآتية من الشرق وهم التتار الذين ألحقوا بالعالم الإسلامي الخراب والدمار والقتل والاغتصاب والتدمير لحاضرة العالم الإسلامي في ذلك الوقت عاصمة العلم والمعرفة بغداد ودمروا كنوزها الثقافية وأحرقوا مكتبتها، وقتلوا عدداً كبيراً من سكانها وبتقدير المؤرخين ما يفوق المليونين.

واستطاع القائد المظفر القدوة سيف الدين قطز أن يقهرهم ويهزمهم في تلك المعركة، لأن مصر تتحمل دائماً أعباء منطقة المشرق الإسلامي على كاهلها فاستطاع المصريون هزيمة هذه القوة الهمجية واشتهرت الأمة الإسلامية بقدرتها العجيبة في شهر رمضان، واستطاعوا أن يواجهوا التتار الذين عاثوا في الأرض فساداً وسفكوا الدماء واستطاعوا أن يواجهوهم في معركة شتحب 702 هجرية، وأفتى شيخ الإسلام في ذلك الوقت أن الجنود يجب أن يفطروا حتى يكونوا قادرين على مواجهة العدو وغيرت هذه المعركة مسرح الجهاد في الأمة الإسلامية .

العاشر من رمضان وملحمة العبور 

ومن المعارك التي وقعت في رمضان ولها بصمة واضحة في نفوس المصريين بصفة خاصة والشعوب العربية بصفة عامة وكانت نقطة جوهرية في تغيير العديد من النظريات في التاريخ المعاصر معركة العاشر من رمضان السادس من أكتوبر حيث استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تواجه العدو المغتصب وتعيد العديد من الأراضي العربية التي احتلت  في 1967 ميلادية وتستعيدها مرة أخرى في هذا الشهر العظيم وعبرت القوات المسلحة قناة السويس وهم صائمون فأبهروا العالم بقدراتهم القتالية على مواجهة ذلك العدو .

يجب على الأجيال المسلمة أن تستفيد من تلك المعارك التي حدثت في شهر رمضان فبالصبر يستطيع كل شاب أن يحقق أهدافه التي يسعى إليها مثلما فعل النبي (صلى الله عليه وسلم)،  وكان الغرض من تلك الفتوحات نشر الإسلام واللغة العربية، لم ينتشر الإسلام بحد السيف كما يقول المستشرقون، فعندما أراد المسلمون فتح بلاد النوبة أو الأندلس التي فتحوها في رمضان كانوا يعرضون على أهلها الإسلام فإن أبوا فالجزية فإن أبوا فالقتال، ولم تكن الفتوحات الإسلامية غزوات استعمارية لنهب مقدرات الشعوب وخيراتها، بل كانت الفتوحات رحمة مهداة للبشرية فالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أراد فتح مكة لم يغزها أو ينتقم من أهلها فقال لهم : “اذهبوا فأنتم الطلقاء” ، وكان للمرأة دور في الفتوحات والمعارك الإسلامية التي وقعت في رمضان، فقامت في غزوة بدر بالعديد من المهام مثل تقديم الطعام والماء إلى الجنود، مثل السيدة عائشة ونسيبة بنت كعب وغيرهما من النساء التي كانت لها مجهود حربي في الفتوحات الرمضانية، وأيضاً كان للعلماء دور مؤثر في المعارك الفاصلة في شهر رمضان فالأمة الإسلامية أمة عز وكبرياء لا يستطيع أحد أن يقضى عليها هذه ولن تركع أمة قائدها سيدنا محمد بن عبد الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى