اخر خبرالمقالات

الشيخ جمال فراج يكتب .. قضاء حوائج الناس خلق اسلامي يغفل عنه الكثير .. خطبة الجمعة

تتناول خطبة الجمعة القادمة منوضوع نحن في أمس الحاجة إليه ، وهو قضاء حوائج الناس ، ذلك الخلق الإسلامي الرفيع الذي يكاد أن يكون غاب عنا في ظل سيطرة المصلحة والمنفعة الشخصية .

قضاء حوائج الناس عبادة .. يغفل الكثير من المسلمين أن قضاء حوائج الناس عبادة، فقد ورد في كتاب الله تعالى وسنة نبيه من الدلائل والقرائن على أن قضاء حوائج الناس عبادة، لذا نرصد لكم من خلال التقرير التالي ما جاء في ثواب قضاء حوائج الناس.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» متفق عليه.

حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم  على كشف الكرب وتفريجها، ودعا إلى فعل ذلك واكتسابه، وبَيَّنَ أنَّ الجزاء من جنس العمل؛ مستدلة بما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله! من أحب الناس إلى الله؟ قال: «أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ سُرُورٌ تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ؛ ‌تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا» أخرجه الدينوري في “المجالسة وجواهر العلم”، وابن أبي الدنيا في “اصطناع المعروف”.

أحب الناس إلي الله

و من حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا، ولفظه: «أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، وَأَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ ‌تَكَشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا».

كما أن تفريج الكروب من صفات المؤمنين، ومن مكارم الأخلاق التي يحبها الله تعالى، وذلك في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يذكر خبر سَفّانَةَ بنتِ حاتم الطائي رضي الله عنها لمّا قالت: “يا محمد، هلك الوالد، وغاب الرافد، فإن رأيت أن تُخَلِّىَ عني، ولا تُشْمِتْ بي أحياء العرب؛ فإني بنت سيد قومي، كان أبي يَفُكُّ العاني، ويحمي الذِّمَارَ، ويَقري الضيف، ويُشبِع الجائع، ويُفَرِّجُ عن المكروب، وَيُطْعِمُ الطعام، ويفشي السلام، ولم يَرُدَّ طالبَ حاجةٍ قط، أنا بنت حاتم طيئ”، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ‌«يَا ‌جَارِيَةُ، هَذِهِ ‌صِفَةُ ‌الْمُؤْمِنِ، لَوْ كَانَ أَبُوكِ إِسْلَامِيًّا لَتَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ، خَلُّوا عَنْهَا؛ فَإِنَّ أَبَاهَا كَانَ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ، وَاللهُ يُحِبُّ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ» أخرجه الحكيم الترمذي في “نوادر الأصول”.

فوائد قضاء الحاجة

والسعي في قضاء حوائج الناس من أسباب البركة وزيادة الرزق، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “إنَّ للهِ أقواماً اختصَّهم بالنِّعمِ لمنافعِ العبادِ يُقرُّهم فيها ما بذلوها فإذا منعوها نزعها منهم فحوّلها إلى غيرِهم”.

كما أنه من كرم الله -تعالى- على عباده أن جعل الساعي في قضاء حاجة أخيه المسلم أن يكون في معيّته سبحانه مؤيداً له، ومعيناً ومثيباً، وكفى به أجراً وفضلاً، فمن سعى في قضاء حوائج الناس على اختلاف مشاربهم وأجناسهم، قضى الله له حوائجه وثبته على الصراط، كما جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِن كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللَّهُ عنْه كُرْبَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن يَسَّرَ علَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللَّهُ عليه في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللَّهُ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ في عَوْنِ العَبْدِ ما كانَ العَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ”.

فضل السعي في قضاء حوائج الناس

قدّر الله أفضالًا وأجورًا لا تعد ولا تحصى لعبادة قضاء حوائج الناس، وقد ذكرت في القرآن والسنة آيات وأحاديث عن قضاء حوائج الناس تظهر أثر هذه العبادة وعظم أجرها وفضلها عند الله عز وجل. ومن هذه الآيات والأحاديث في

بعض الآيات والأحاديث عن ثواب قضاء حوائج الناس:
حدوث التيسير من الله عز وجل للعبد الذي يقضي حوائج الناس. ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه” – رواه مسلم

اتباع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سباقًا لإغاثة الملهوف والسير في قضاء حاجات الناس، كما روى ذلك البخاري ومسلم عن سيدنا أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه السائل أو طُلبت إليه حاجة، قال: “اشفعوا تؤجروا، ويقضي الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء” ويعني ذلك أنه على المسلم أن يلبي النداء إذا دُعيَ لقضاء حاجة أخيه المسلم، وألا يحمل همًا فإن استطاع أن يقضيها فاز بالأجر وإن لم يستطع فاز بأجر المحاولة.

عموم التراحم بين المسلمين

فإذا أصبح مد يد العون والإجابة لاحتياجات الضعيف هو السمة الغالبة في المجتمع، فلن يبقى ضعيف، وسيسود الحب والتراحم.

الفوز بالجنة

–الطوبى- ففي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن من الناس مفاتيح للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه” – رواه بن ماجه

من دعاء لقضاء الحاجة المتعثرة

ياحي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا ودود يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعال لما يريد، اللهم إني أسألك بعزك الذي لا يرام، وملكك الذي لا يضام، ونورك الذي ملأ أرجاء عرشك أن تقضي حاجتي.

سبحان المنفس عن كل مديون، سبحان المفرج عن كل محزون، سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون، سبحان من إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج يا مفرج فرج، فرج عني همي وغمي فرجاً عاجلاً غير آجل برحمتك يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى