اخر خبرالمقالات

بادية النبي ﷺ ومضحكه .. «من يشتري هذا العبد»

زاهر بن حرام «رجل من زمن النبوة»

كتب سيد ابوسيف

عن عبدالله بن مغفل –رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله – ﷺ – يقول:” الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فيوشك أن يأخذه“.(مسند الإمام أحمد).

قصة زاهر بن حرام رضي الله عنه

عن أنس بن مالك أن رجلاً من أهل البادية يقال له: زاهر بن حرام كان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن زاهراً باديتنا ونحن حاضروه )  قال : فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره، فقال: أرسلني، من هذا؟ فالتفت إليه، فلما عرف أنه النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلزق ظهره بصدره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يشتري هذا العبد)؟ فقال زاهر: تجدني يا رسول الله كاسداً، قال : ( لكنك عند الله لست بكاسد )، أو قال صلى الله عليه وسلم : (بل أنت عند الله غال).

حكم صحة الحديث 

هذا الحديث المذكور رواه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة، وعبد الرزاق في مصنفه، وأحمد وأبو يعلى والبزار في مسانيدهم، والترمذي في الشمائل، والطبراني في الكبير، والحسين البغوي في شرح السنة. وصححه ابن حبان وابن حجر والألباني والأرناؤوط. وقال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح. اهـ.

وقال ابن حجر في الإصابة: للحديث شواهد من رواية سالم بن أبي الجعد الأشجعي عن رجل من أشجع يقال له زاهر بن حرام وكان بدويا لا يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هدية، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم يبيع سلعة فأخذ بوسطه. الحديث.

والحديث كما هو ظاهر إنما يذكر في حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته، وجميل ممازحته لأصحابه وتواضعه لهم، كما أمره ربه تعالى فقال: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ. {الشعراء: 215}. وقد بوب عليه في المزاح جماعة ممن أخرجوه، منهم الترمذي في الشمائل، وعبد الحق في الأحكام الكبرى، والبغوي في شرح السنة، والبيهقي في الآداب.

وذكره ابن الجوزي في كتاب الوفا بأحوال المصطفى، وابن كثير في البداية والنهاية في باب ذكر مزاحه صلى الله عليه وسلم، وذكره أبو البركات الغزي في كتاب المراح في المزاح، وذكره ابن مفلح في باب حسن الخلق من كتاب الآداب الشرعية.

وبوب عليه عبد الرزاق في مصنفه، والبيهقي في السنن الكبرى باب: التحريض على الهدية. وقد سبق أن ذكرناه في فتوى عن الهدي النبوي في المزاح،

قمن هو زاهر بن حرام ؟

كان الصحابي الجليل زاهر بن حرام الأشجعي من أقرب المقربين لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، نظرا لطرافته وخفة ظله، ويقدم هذا المقال بعض المعلومات عن سيرته .
نسب زاهر بن حرام الأشجعي
_  يعود نسب زاهر بن حرام الاشجعي الي بنو اشجع وهم قبيلة من غطفان من العدنانية ._ والده هو ” حرام ” ويقال بفتح الراء وهناك من يقول بالكسر وفي رواية عبد الرزاق يقال بالشك .
_ كان زاهرا من أهل الحجاز .حياتهزاهر بن حرام الأشجعيّ، وحرام والده يقال بالفتح والراء، ويقال بالكسر والزّاي. ووقع في رواية عبد الرزاق بالشكّ.كان حجازيًّا، يسكنُ البادية في حياةِ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فكان لا يأتي رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم إذا أتاه إلا بطُرْفة يُهْديها إليه. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «إِنَّ لِكُلِّ حَاضِرَةٍ بَادِيَةً، وَبَادِيَةُ آلِ مُحَمَّد زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ»(*). ووجده رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم يومًا بسوق المدينة، فأخذه من ورائه، ووضع يديه على عينيه، وقال: «مَنْ يَشْتَرِي الْعَبْدَ»؟ فأحسّ به زاهرٍ، وفطن أنه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم فقال: إذن تجدني يا رسولَ الله كاسدًا. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: «بَلْ أَنْتَ عِنْدَ اللَّهِ رَبِيحٌ»
ثم انتقل زاهر بن حرام إلى الكوفة.المعنى في حديث النبي  كان يمزح معه بقوله يشتري مني هذا العبد؟زاهر يبيع «البائع» فأصبح هو الذي يُباع، إنقلب الأمر تماماً.وكان زاهر بن حرام يحبه النبيعليه الصلاة والسلام لطرافته وظرافته وكان الرسول يتمازح معه حين يقدم عليه ولا يستطيع أحد إضحاك الرسول مثله.
من الدروس المستفادة
حب النبي صلي الله عليه وسلم لاصحابه
حب الصحابة للنبي صلي الله عليه وسلم
ليست العبرة بقدرك عند الناس انما بقدرك عند الله
الحض علي الهدية وقبولها
جبر الخواطر سنة نبوية
جواز المراح والمازحة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى