كتب منى محمود ضيف الله

أخصائي نفسي تربية فكرية وأخصائي نفسي بوحدة حماية الطفل بحي شرق

تنص إتفاقية حقوق الإنسان الخاصة بذوي الإحتياجات الخاصة في المادة (1) على أن الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة هم الأفراد الذين يعانون من إعاقة جسدية أو ذهنية أو حسية طويلة الأمد والتي تعيق تفاعلهم ومشاركتهم الكاملة مع المجتمع بشكل مساو للأشخاص الأصحاء ،
كما انه يُشير مصطلح ” الإحتياجات الخاصة ” إلى وجود إختلاف جوهري عن المتوسط ،
ويُقصد بالطفل من ذوي الإحتياجات الخاصة ، أنه الطفل الذي يختلف عن الطفل العادي من حيث القدرات العقلية ، أو الجسمية ، أو الحسية ، أو من حيث الخصائص السلوكية ، أو اللغوية أو التعليمية إلى درجة يُصبح ضرورياً معها تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات المساندة لتلبية الحاجات الفريدة لدى الطفل،
ولكن ماهو ما مقدار الاختلاف والذي يُعتبر عنده الطفل ” ذا حاجة خاصة”؟
الإجابة تتوافر في تعريف كل فئة من فئات التربية الخاصة، هذا وأن آراء العاملين من ذوي الاختصاصات المختلفة قد تتباين بشأن مدى الإختلاف وطبيعته،
ولكن ما يُهمنا في هذا الصدد هو نظرة التربويين، وبناء على هذا فالطفل يعتبر طفلاً خاصاً إذا كان وضعه يتطلب تعديل أو تكييف للبرامج التربوية لتناسب وضعه ونسبة ذكاءة
وعلى أي حال فإن ما يفصل النمو الطبيعي عن النمو غير الطبيعي ليس خطاً دقيقاً وإنما واسع نسبياً لأن النمو الإنساني بطبيعته يتصف بالتباين وفقاً لما يُعرف من الناحية النفسية بالفروق الفردية
وبالتالي لا يقتصر مفهوم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، على الأطفال المصابين بالاعاقة ، بل هناك أطفال آخرون من الموهوبين يندرجون تحت هذا المفهوم ،
ويندرج تعريفهم مع تعريف الأطفال ذو الإحتياجات الخاصة المشار إليه سابقا ويُمثلون الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة غير العادية ،
وبالتالي فالأفراد الذين ينحرف أداؤهم عن أداء الأفراد العاديين فالذين يكونون فوق المتوسط
هم ذوي الإحتياجات الخاصة من (الموهوبين )
أما الذين يكونون دون المتوسط
هم ذوي الإحتياجات الخاصة من (المعاقين)
وعندما نلقي نظرة إلي الماضي فنجد
أنه لم تكن الإعاقة أمرا مقبولا وذلك بسبب طبيعه الحياة المتطلبة لقوة البدن ولذلك عاني ذو الاحتياجات الخاصة الكثير من الإضطهاد والإهمال في حياتهم حتى أنهم كانوا يمنعون من الطعام أو يقتلون وهم صغار
أما في العصر الحديث فقد بدأت الدراسات الإنسانية تظهر في الجامعات وذلك بإنشاء تخصصات مثل علم النفس وعلم الإجتماع والتي من دورها العناية بالإنسان ويمتد هذا الدور ليشمل الإهتمام بالأفراد الضعفاء وذو الإحتياجات الخاصة لضمان حقوقهم وتوفير الوسائل المناسبه لمساعدتهم ،
أما الآن فقد أولت الدولة المصرية في السنوات الأخيرة إهتماماً كبيراً بالأشخاص ذوى الإحتياجات الخاصة فمنذ إصدار دستور 2014، تم تفعيل مواد وقوانين تتعلق ببعض الفئات الأكثر إحتياجاً لرعاية الذين يعتبرون جزءًا لا يتجزأ من الشعب المصري وذلك حرصاً على المساواة وعدم التمييز بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وتضمن الدستور محور الإعاقة كأحد مجالات عدم التمييز،
بالإضافة إلى تأسيس المجلس القومي لشؤون ذوى الإعاقة، ووجود ممثلين لذوي الإعاقة بمجلس النواب المصري،
كما ظهرت وسائل لتعلم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مثل الحروف المنقوشة للمكفوفين (طريقة برايل)
ولغة خاصة للمصاب بالصمم (لغة الاشارة)
والأطراف الصناعية التعويضية والعديد من الوسائل التي تساهم بشكل فعال في تحقيق هدفين :
الاول _ تقبل المجتمع لهم ومساعدتهم على التكيف مع هذا المجتمع
والثاني _ هو الإستفادة من طاقاتهم

*** تصنيف فئات ذوي الإحتياجات الخاصة :_
1_ ذوي الإحتياجات الخاصة”المعاقين عقليا” :
وهم الفئة الغير قادرين على تعلم المهارات الأساسية الأكاديمية مثل القراءة والكتابة وقدراتهم العقلية تحت مستوى الذكاء الطبيعي والتي تمنعهم من أداء الوظائف الطبيعية لمن هم في مثل عمرهم الزمني .
2_ ذوي الإحتياجات الخاصة”التوحد” :
وهم الفئة المصابة باضطراب نمائي في مرحلة مبكرة من الطفولة وتؤثر على طريقة تواصلهم وتفاعلهم مع الآخرين ويتضمن أنماط محددة ومتكررة من سلوك معين .
3_ذوي الإحتياجات الخاصة”المعاقين سمعيا” :
وهم الفئة المصابة بالمشاكل التي تحول أو تقلل من قيام الجهاز السمعي بوظائفه.
4_ ذوي الإحتياجات الخاصة”المعاقين بصريا” :
وهم الفئة المصابة بضعف أو إنعدام في الوظائف البصرية .
5_ ذوي الإحتياجات الخاصة”المعاقين حركيا”:
وهم الفئة المصابة بخلل في النشاط الحركي.
6_ ذوي الإحتياجات الخاصة”صعوبات تعلم”
وهم الفئة المصابة بخلل في العمليات الفكرية الداخلية .
7_ذوي الإحتياجات الخاصة الانفعالية”:
وهم الفئة الذين يعانون من مزاج سيئ يصاحبه ظهور سلوكيات ومشاعر غير مرغوب بها وتؤثر على مدي كفاءتهم وإستمرارهم في حياتهم أو على أقرانهم .
8_ذوي الإحتياجات الخاصة”الصحية”
هم الفئة المصابة بخلل في الجسم يؤثر عليهم صحيا .
9_ ذوي الإحتياجات الخاصة” الحسية المزدوجه”:
وهم الفئة المصابة بمشاكل في السمع والبصر معا .
10_ذوي الإحتياجات الخاصة ” المتعددة” :
وهم الفئة المصابة بمشاكل في عدة أمور معا كالسمع والبصر والعقل والجسد أيضا ,
*** حقوق ذوي الإحتياجات الخاصة
في الدستور المصري 2014 :
أكد الدستور المصري الصادر عام 2014 على كافة الحقوق والواجبات تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وتضمن ثمان مواد شملت الأشخاص ذوي الإعاقة، وهي المواد (53، 54، 55، 80، 81، 181، 214، 244) والتي تؤكد على تحقيق مزيد من الحماية الخاصة للأشخاص ذوي الإعاقة من قبل الدولة ، والتمتع بجميع الحقوق المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والصحية ،
كما أن كيفية تعامل الناس معهم يؤثر عليهم بشكل كبير ،
كما أنه يحق لهم نيل الإحترام والنظرة السوية من المحيطين تتخللها معاني التقبل والحب لا نظرة الشفقة
كما يحق لهم التمتع بحياة لائقة تضمن كرامتهم
كما يحق لهم حفظ ممتلكاتهم مع منع التصرف فيها بدون وجه حق
كما يحق لهم الحصول على عناية خاصة لتقديم المساعدة بما يتناسب مع إحتياجاتهم كما يدعم الأشخاص القائمين على رعايتهم
كما يحق لهم توفير الوسائل التكنولوجيه التي تساهم في إندماجهم في المجتمع وزيادة تفاعلهم مع أفراده
كما وصانا ” الله تعالى” في كتابة العزيز
ألا نشق عليهم بأعمال تفوق قدراتهم
وتكليفهم بأعمال مناسبة لقدراتهم
ففي القرآن الكريم لم يكلفهم رب العزة سبحانه بما لا يطيقون بل كلفهم بما يستطيعون إليه سبيلا
وذلك في ” قوله تعالى”
” لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ۗ ”
كما كان الرسول الكريم “محمد صلى الله عليه وسلم” يجعلهم قادة في الركب عند خروجهم معه حتى تزداد ثقتهم في أنفسهم ويزادوا إندماجا في المجتمع
كما بين “الله سبحانه وتعالى” في كتابه العزيز
أنه لا فرق بين الناس إلا بتقوى الله
فالتقوى هى المعيار الذي يحاسب عليه الناس يوم القيامه
وذلك في “قوله تعالى”
“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” .pp