حين تطأ أقدامك أعتاب مركز سمالوط إحدى المراكز التابعة إداريًّا لمحافظة المنيا، تجد الحزن مرسومًا على وجوه كائنيها خاصة أهالي القرى، تلك القرى التي اعتاد شبابها ورجالها السفر إلى ليبيا بحثًا عن لقمة العيش، حتى عُرفت إعلاميًّا بـ أكبر مركز تصدير عمالة لـ ليبيا.
سمالوط قرية تصدر العمالة لـ ليبيا
فور وصول نبأ بوجود عدد كبير من الجثث والمفقودين جراء إعصار دانيال الذي أودى بحياة الآلاف من المصريين في مدينة درنة بليبيا، علم الجميع أن سمالوط لا بدَّ أن يكون نصيب الأسد من الجثث والمفقودين وبالفعل حجزت مدينة سمالوط مركزًا ثانيًا بعدما احتلت محافظة بني سويف المرتبة الأولى في أكثر عددًا للجثث حتى تخطى الـ 70 جثة.
\
ونسوة تَوَشَّحَت بالسواد
انطلقنا على الفور إلى شمال المحافظة وتحديدًا إلى مركز سمالوط وتوغلنا في قراها، هنا لا صوت يعلو فوق
صوت العويل والبكاء والحزن ونسوة تَوَشَّحَت بالسواد، فتجد 4 مفقودين بقرية جبل الطير وجثث مفقودة بقريتي
الطيبة وشوشة و5 جثث و18 مفقود بقرية المشارقة القبلية وغيرها.. حتى باتت تلك القري تنطق ألمًا من وجع الكارثة.
ناج من إعصار دانيال في ليبيا
وأثناء وجودها بقرية المشارقة القبلية تقابلنا مع قال عبد الرحمن هلال زهري، ابن محافظة المنيا، الناجي من
إعصار دانيال في ليبيا قائلًا: في البداية كنت أنا ومجموعة من الشباب موجودين في حوش بمدينة درنة، وفجأة
بدأت السماء تمطر، واشتدت الأمطار حتى أصبحت غزيرة، وما هي إلا دقائق وتفاجأت بكمية مياه كبيرة تضرب
المبنى.. لــ التفاصيل اضغط هنا
سرادق جماعي لـ ضحايا قرية المشارقة القبلية
وعلى جانب آخر، وجدنا رجال القرية يجهزون سرادق عزاء جماعي لجميع شباب القرية مفقودين كانوا أو متوفين
في مشهد يؤكد أن القرية تقف وتتكاتف في تلك المصيبة.
في هذا السياق، قال محمود شاكر، أحد أهالي قرية المشارقة القبلية: “المصيبة طالت الجميع وجميع من فقدوا
ومن دفنوا في درنة ومن وصلت جثثهم أشقاؤنا وأبناء عمومتنا، فالفاجعة طالت الجميع دون استثناء، لذلك قمنا
بعمل سرادق عزاء جماعي لهم داخل القرية.
5 متوفين و18 مفقودًا
وفي سياق متصل، أجرينا بثًّا مباشرًا مع أهالي الضحايا والمفقودين لنتعرف من خلالهم على التفاصيل الكاملة
حول ما جري لشبابهم جراء إعصار دانيال الذي أودى بحياة الآلاف، في مدينة درنة بليبيا.. لــ التفاصيل اضغط هنا
كان من الصعب الحديث مع معظم أسر الضحايا، ليس لكثرة عددهم فحسب، ولكن بشاعة الحادث كانت هي
عائق على الجميع، فالجميع يتحسر قلبه ألمًا على من فقده.
تعليق حكومة شرق ليبيا على إعصار دانيال
وفي سياق متصل قال عصام أبو زريبة وزير الداخلية في حكومة شرق ليبيا تعليقًا على إعصار دانيال الذي ضرب البلاد أو: «الوضع مأساوي» وأن التقارير الإعلامية الليبية، تقول إن ما يصل إلى 2000 شخص قد لقوا حتفهم بعد أن تسببت العاصفة دانيال في هطول أمطار غزيرة وفيضانات شديدة في شمال شرق ليبيا.
وأوضح المتحدث باسم الجيش الليبي في الشرق أحمد المسماري إن هناك ما بين 5000 إلى 6000 شخص في عداد المفقودين في مدينة درنة الأكثر تضررًا التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100000 نسمة ووفقًا لتقرير «فوكس نيوز» قد يكون عدد القتلى أعلى من ذلك بكثير، وقد يستغرق الأمر أسابيع لمعرفة حجم الخسائر.
